علمت بعد الفراق ....

لعلي علمت بعيد الفراق
بأن جميع المحبين حمقى
وأن الوفاء وأن الهراء أشقاء أصلا
وأن المحبة موت على الحزن شنقا
وما من خليل
وما من وجود لروح تموت فداء
وما من بقاء على العهد شوقا
كظلين بعد الغروب افترقنا
كظلين..صارت جميع الخرافات حقا
وأمسى التشبث بالصدق جرما

فماذا يضاهي الخيانة والغدر
عدلا وصدقا
يقولون
جن الغلام بليلى
وليلا فليلا توشح كل القصائد دمعا
ويزداد قلب المحبين شقا
وتذبح كل الأماني أمام المرايا
لتبصر مقتلها
بين فكي حبيب
تعود وهب الأماني سحقا
تدك ثرايا الحنين
وتمتد صحراء أحجية الحزن أفقا
فلا العشق باق
ولا اليوم ماض
ولا عاشت الروح طاهرة
فلم يخلق الذنب إلا ليبقى
تظل المواجع نصلا
يمزق فينا
مزاج الأحبة والأصدقاء
يموت الأحبة روحا وقلبا
إذا هم
يخونون عهد الإخاء
فإن كان ذاك
لماذا نعاني من الشوق دوما
فتنشق عين المحبة تجري
بدمع مرير
كمر الرثاء
متى ما ذكرنا عزيزا علينا
فأحيى جحيم التأوه فينا
تمنيت أني إذا لم أعلم
حروف الوفاء
وياليتني قط لم أركب البرق مسرى لحتفي
ويا ليت شعري كنت ترابا
ولم ينتهي العمر قبل اللقاء
وبين إشتهائي لشيئ
وشيئي
جسور من الحلم
أصحو
إذا أزعج الحزن حلمي
يريني عواقب إصرار قلبي على الخيلاء
لوادي من الويل أصلى
أوبخ حتى تصير الدماء
بجسمي
قطرة ماء
فزجرة حزن على القلب تبدو
كلطم الوجود
بكف السماء
أغني لليلاي
والشعراء يغنون خلفي
جميعا
لعنا
بنفس الرجاء
وكل يعود كما الآخرين
يؤسس في الشعر أرضا
فللشعر شعب من البؤساء
كظلين بعد الغروب افترقنا
كظلين تاهت ملامحنا
بين هدر الظروف
أفتش عن كفتيك بكف خجول
وما أمسك الكف غير الصروف
أشد من الذكريات ثمارا لجوعي
فتصبح روحي ثمار السيوف
أناديك أنت
وأدري بأني لا أستجير سوى بالطيوف
أناديك لكن
تجيب النداء على الرحب دوما
حتوفي
تريدين قتلي
لماذا
وما العشق إلا الممات
وروحي تحن لمن أطلق النار في رأس قلبي
فشاعت بجثته الذكريات
لماذا وأدت صغيرات وصلي
لتبحر بين البعاد الرفات
أنا من ركبت إلى الوهم خيلي
قطفت عيون التنانين عقدا
لجيد
أعد لأجلي
لماذا أأله هذا الغرام
ومعشوقة الوجد تختار عزلي
لماذا
أجذ وليلى استراحت بأرجاء حقلي
لماذا
تجف اللغات إذا ما أعدت لأجل القتال
فيسقط فيك الضمير وتسقط منا
نوايا النزال
كظلين صرنا
فلا أنت ليلى
ولا عدت ذاك المسمى عشيقا
مجرد رمز من الحزن يوصف حالا من النفي والإرتحال
أضيع على الرغم من أن قبلة هذا الفؤاد
بحجم الجبال
أجن برغبة شعري طوعا
ويشوى بنا الإنس حيا
وتمضي السنون
ويمضي الأحبة عنا ولكن
تظل على الأرض تلك الظلال

» زكريات بعد الفراق ....